*

ماهو التصميم المزعج Unpleasent Deasign



التصميم المزعج ؟ عربيا أُراهن أنه قد يكون الموضوع التعريفي  الأول الذي يتطرق لهذا النوع من التصميم ، فما لا تعرفه عن هذا التصميم المزعج سيجعلك مندهشا ،و ربما أكثر مفتونا ، من قوة الفكر البشري و كيف أمكنه إستخدام الأسوء لإنتزاع السيء من المجتمع  ، هذا المصطلح المبهم قليلا عربيا ، هو بالحقيقة عملية مظللة مزعجة لكافة التصاميم في المرافق العامة والأجهزة و الإستراتيجيات التي فقدت إجتماعيا جماليتها و الغاية التي أوجدت من أجلها، و هو يهدف أساسا  إلى التأثير على سلوك الناس السيء بطرق ترجع بالفائدة عل المجموعة الإجتماعية ككل  
ماهو التصميم المزعج Unpleasent Deasign
.


من هنا، عزيزي ،تمت ولادة مفهوم التصميم المزعج ،حاضنا معه المقولة الشهيرة الحديد بالحديد يفلح ، ليتراءى جليا أن  هذا الحل الماجن، الذي غير وجه الشوارع و الحدائق بالعالم ، كان يعبث بالوضع الغير مريح للتصاميم كوسيلة ساحرة ،  لها الأثر الإجتماعي في ردع سمة غير مقبولة و متأصلة في المجتمع .


 إن التآكل المسيطر ، لمجموعة غير واعية من المجتمع ، في الحدائق و الساحات العامة ، هو ما أعطى أول تأشيرة للسفر في عالم  تبني فكرة التصاميم المزعجة ، كحل بديل و أخير في مواجهة علنية ، مع هذه الطقوس السيئة ، التي لعل أزعجها ، الإستخدام الغير العقلاني للمرافق الموجودة خاصة في الشوارع و الأماكن العمومية كمحطات النقل و غيرها ، هذه السلوكيات المحفزة للجريمة و للمظهر الرديء الحضري ، تُفقد بالأساس التصاميم و التجهيزات المألوفة كالمقاعد مثلا في المساحات الخضراء ،تلك الحميمية ، في اللقاء الدافيء الباحث عن السكينة في قلوب العابرين ،ليتحول المشهد في الشارع من مكان للإستجمام و الراحة في الأماكن الحضرية إلى فزع هارب من عيون المشردين ، تلك الغرف للنوم المصنوعة من مقاعد الجلوس القابعة وسط المدينة ، ذاك التجمهر المجمد لمصالح الغير ، هذا الوضع المزري للسلوك السلبي المؤثر بصريا و حسيا عن المألوف عند الأفراد ،من طرف فئة غير واعية في المجتمع، هو بالأساس ما أوجد هذا الحل البائس و الفعال رغم كل أصابع الرفض و الإنتقادات الموجهة له  ، 

ماهو التصميم المزعج Unpleasent Deasign


لو قمنا بعملية تعرية بسيطة لأحد المشاهد التي هيأت الأسباب الكافية للتصميم المزعج  ، لراعك حقائق خفية للممارسات الشاذة ، داخل المراحيض العمومية  في الأماكن العامة في دول أوربا  ، حيث الجزم بالقول أن صلاحية غايتها قد إنتهت ،يصبح مباحا ،  بعد تحويل هذه المراحيض لأوكار مفتوحة  لتعاطي المخذرات و الحصول على حقن الهيروين وغيرها ، و حتى نغير هذا المشهد الغير مريح بالتصميم المزعج ، تلاعب هذا الأخير بصريا عن طريق إستراتجية الإنارة الزرقاء المضادة للإدمان ، حتى لو كان الحل قد يبدو، غير مجدي ، ولكن فاعلية اللون الأزرق في صعوبة تحديد مكان العروق التي سيتم فيها وخز إبر المخذر ، جعلته رائعا؟  هذا هو الحل المزعج لوضع غير مرغوب فيه إجتماعيا و تستمر القافلة ....... .

لا يمكن الحديث عن التصمم المزعج ،لتجنب السلوك الإجتماعي المضاد ، الخارج عن المعتاد كنوع من الدمار يهدد قضاء الحاجة للمقيمين في أي مجتمع ، دون التعريج عن كتاب -التصميم المزعج- للكاتبين غوردان سيفيسك وسيلينا سافيتش ، حيث تحتضر بهذا الكتاب أرق المجسمات العملاقة بالعالم ، هنا بهذا الكتاب حيث المباديء الأساسية للتصميم الغير مريح ،كفكرة و لدت من الصفر  لكبح أجنحة  اللامقبول ،أمكنها التأثير و التحكم في إعادة توجيه  و تغيير السلوك اللاواعي لمجموعة من الأفراد في المجتمع ، يحوي هذا الكتاب خططا تمطر من الفكر دبابيزو أشواكا جندت خصيصا في إستراتيجيات لكل أنواع التصاميم المزعجة فلا تدعه يفوتك  .
ماهو التصميم المزعج Unpleasent Deasign

إنه لمن الجيد الآن ، أن تعلم أن التصميم المزعج ،لم يعد الآن يقطن التجربة ، بل خرج للوجود ، ليقول: انا هنا... أنا استطيع  الإبتكار للمضي قدما نحو الريادة العملية ، ليمتهن الإحترافية و المنافسة رسميا ، في دول أوروبا من طرف الحكومات و المصالح المعنية  ، كأنجح وسيلة ردع إجتماعية ، حققت نتائج عجزت الحلول التقليدية عن إيجادها .
 بنهاية المطاف ، نقول ، أن هذا التصميم ، يحتاج الى نوع من الإغاثة في رعاية المشاعر و الدفء ، لأن إنتزاع معاني الإنسانية في بعض المواقف والتصاميم  ، يولد نوع من التحفز لدى المجتمع الرافض لهذا التصميم المزعج ، و لكن بالنهاية لو نظرنا إلى إيجابته ،و نقارن النتائج عمليا ، فنحن سنسلم أنه أفضل الحلول ، لتبقى فقط المطالبة بإبتكار تصاميم أكثر أناقة تستطيع الحفاظ على القيم الأخلاقية بالمجتمع ،هو مسعى مشروع ، لعدم فساد الود المتجول بين الأشخاص في شوارع العالم..........تحياتي .
محتويات الموضوع

    إرسال تعليق

    0 تعليقات

    advertise
    advertise